الساحل الشمالي: منتجع عائلي أم ملاذ للنخبة فقط؟

يثير الساحل الجدل منذ سنوات، ما الذي نبنيه بالضبط في الساحل الشمالي بمجتمعاته المنعزلة المغلقة؟ والتكهنات مختلفة ومخيفة في بعض الأحيان ، بداية من رواية يوتوبيا للدكتور أحمد خالد توفيق ، وهي رواية خيالية تتحدث عن مجتمع ديستوبيا و تبرز النخبة التي تعيش في مجمعاتها المنعزلة الشمالية بينما يكافح الفقراء لتناول الطعام ، حتى النظرية البسيطة التي يتحدث عنها الناس وتقول أن أحد وزراء الإسكان الراحلين تبنى فكرة لتعمير المنطقة ولذلك قامت الحكومة ببناء ثلاثة منتجعات هناك ، كل منها على بعد مائة كيلومتر تقريبًا عن الآخر.

لقد نجح الساحل الشمالي لمصر على مدى العقدين الماضيين في ترسيخ صورته كمنتجع شاطئي عالمي المستوى ، من خلال تقديم نمط حياة راقٍ ، أو نجرؤ على القول نمط حياة حصري ، من خلال عدد من المجتمعات والقرى السياحية الراقية.

السؤال هو: ما مدى حصرية هذا الساحل؟

الساحل الشمالي لمصر

يمتد الساحل الشمالي لمصر لحوالي 1،050 كم على طول البحر الأبيض المتوسط، ويعد واحد من أطول سواحل البحر الأبيض المتوسط في شمال أفريقيا ، يبدأ تقنيًا من الجانب الشرقي من شبه جزيرة سيناء إلى قرية السلوم أقصى الغرب.

ومع ذلك ، فإن ما يشير إليه الناس عادة بالساحل الشمالي ، ويتم اختصاره باللغة العربية باسم الساحل فقط هو الشاطئ الذي يمتد من برج العرب غرب الإسكندرية حتى ما قبل مرسى مطروح مباشرة.

لا يزال هذا الساحل طويلًا جدًا لتلبية احتياجات أقل من 15٪ من السكان ، فلماذا لا يكون الشاطئ أكثر ملاءمة للطبقات المتوسطة والدنيا؟

العرض والطلب

يحظى الساحل الشمالي بشعبية كبيرة بين المصريين والسياح على حد سواء، وقد أدت هذه الشعبية إلى زيادة أسعار العقارات التي اقتربت من فقاعة العقارات في بعض القرى السياحية.

لكننا لا نتحدث عن الاستثمار العقاري هنا.

يتساءل البعض لماذا لا توجد فنادق رخيصة الثمن على طول الشاطئ الشمالي؟

لماذا لا يقوم المستثمرون في مجال السياحة ببناء مخيمات للشباب مثل تلك الموجودة في دهب على سبيل المثال؟

يبدو أنها فكرة جيدة ، أليس كذلك؟

أعني ، حتى لو كانت الأرض باهظة الثمن ، فإن مشروعًا كهذا سيحقق على الأرجح إيرادات جيدة ، أليس كذلك؟

هل أغرد خارج السرب؟ لا!

على الرغم من أننا نرى منطقية الفكرة السابقة، فإن معظم المستثمرين يفكرون بطريقة مختلفة. لقد اكتسب هذا الساحل سمعة طيبة لأنه ملاذ للنخبة ، فلماذا يخاطر شخص ما ببناء نوع مختلف من الأعمال التجارية التي قد تنجح وقد لا تنجح!

بدلاً من ذلك ، يبنون قرية سياحية اخرى، ويبيعون بعض الوحدات ، ويؤجرون بعضها ، وربما يبنون فندقًا آخر يشبه تمامًا بقية الفنادق على طول الساحل، حتى لو كانت قطعة الأرض صغيرة الحجم ، وحتى لو كانت تقع على الجانب الآخر من الطريق.

إذن ما الذي انتهينا به؟

باستثناء بعض المناطق ، تم تشييد معظم مساحة الساحل الآن ، مع مجتمعات أنيقة وعدد قليل من المنتجعات والفنادق.

ومع ذلك ، كلما تقدمت غربًا ، كلما ازدادت التجمعات السكنية فخامة. لذا في الوقت الحالي ، نصف الشاطئ يتمتع بأسعار معقولة، ومعظم المصريين من الطبقة الوسطى يشترون أو يستأجرون العقارات هناك ، والنصف الآخر مكلف للغاية لدرجة أن معظم الناس لا يذهبون إلى هناك إلا بهدف التردد على المطاعم الفاخرة والمقاهي المتناثرة.

قد يكون هذا الموقف مفيدًا للناس ، حيث يمكن للجميع العثور على مكان يحلو لهم ، لكن المجتمعات لا تزال كما هي ، وإن كانت مبنية بمستويات مختلفة من الفخامة وعدد متباين من المرافق الفاخرة.

ماذا نحب أن نرى؟

شيء مختلف بالتأكيد!

أود أن أرى مخيمًا مبنيًا على إحدى قطع الأراضي الخالية على طول الشاطئ ، وربما بعض المطاعم والمقاهي بسيطة الأجواء ذات الأسعار الرخيصة.

أتمنى أن يرى أحد المستثمرين ذوي الابتكار هذه الفكرة فرصة لبناء شيء مختلف وفريد.

افضل قرى الساحل الشمالي الراقية

بغض النظر عن رغبتي الشخصية في رؤية مشروع مختلف ومبدع على الساحل، فإن الشاطئ يضم عددًا كبيرًا من المنتجعات الأنيقة ، وهذه هي الأفضل منها.

مراسي

عندما يتم ذكر الرفاهية ، تتبادر مراسي إلى الذهن. إذا كنت تبحث عن منتجع فاخر لقضاء عطلتك فلماذا لا تذهب إلى أفخم منتجع على الإطلاق!

مراسى الساحل الشمالى تقع على بعد 125 من الإسكندرية و25 كيلو من قرية مارينا السياحية، ويقع المشروع على واحد من أشهر شواطئ مصر وهو شاطئ سيدي عبدالرحمن المحاذي لمنطقة العلمين، والتي يتم بناء مدينة حديثة ومطار بها الآن.

تضم مراسي وحدات متنوعة للبيع والإيجار وكذلك فندق فخم، وبها جميع المرافق والخدمات ووسائل الراحة والرفاهية.

هاسيندا باي

تقع هاسيندا على بعد 200 كيلومتر من الإسكندرية ، و يعرف معظم الناس الذين يترددون على الساحل الشمالي هاسيندا جيدًا، إن لم يكن من أجل الإقامة الفاخرة والمياه الزرقاء الكريستالية ، بسبب عدد لا يحصى من المطاعم والمقاهي الفاخرة الموجودة في المنتجع. تسمى منطقة المطعم ذا لايك يارد، ويسافر الناس مسافة كبيرة من قرى اخرى لقضاء الأمسيات هناك لأنها واحدة من أكثر المناطق العصرية والأكثر نشاطًا على طول الساحل الشمالي.

وبما أن هاسيندا تقع أيضا على خليج سيدي عبد الرحمن، فهي تتميز بشاطئ رائع. كما تضم القرية مساحات خضراء وحمامات سباحة وعدد كبير من المرافق ووسائل الراحة.

لافيستا

أهدأ قليلاً من القريتين السابقتين ، ولكن ليست أقل فخامة بأي حال، تم بناء لافيستا لتكون منتجعًا هادئًا وليس وجهة سياحية مفعمة بالحيوية ، ومن هنا يأتي الاختلاف.

على بعد 170 كيلومترًا من الإسكندرية ، تضم لافيستا عقارات فاخرة للبيع والإيجار ، ولا يوجد فندق أو منطقة مطاعم مزدحمة، فقط عدد كبير من المرافق ووسائل الراحة وحمامات السباحة والحدائق.